Sunday, April 5, 2015

أوراق على هامش الثقافة المبتذلة

بقلم : حيدر السندي
هناك حراك ما ، من الصعب أن يشعر به المتابع التقليدي ، لانه لا يتلون بلون خاص ، ولا يقدم نفسه بعنوان محدد ، كما أن دعاته في جغرافيا الثقافة لا يشغلون نمطا واحدا من أنماط المسميات المتعددة ، ففيهم الشاعر والكاتب و طالب العلوم الدينية ، كما فيهم المضيف وباذل قيمة الوجبات والمصور والمروج و الأكثرية يشكلها المصفقون ، وهم الذين لا دور لهم الا سد الفرغات وتكثير السواد!!.
فعلا هناك حراك وإن كان محدودا يكاد يقترب من درجة التجمد ، ويصعب التقاطه في كثير من زوايا نشاطاتنا الفكرية وتجاذباتنا اليومية بغير المجهر وآلات الرصد الدقيقة ، وهنا اريد ان اتحدث حول اهم معالم هذا ( الحَرَاكما ) الذي يمثله بعض دعاة الثقافة الجدد ويروج له في وسائل التواصل ، بل ويدعي البعض انه قدرنا ومستقبلنا ، بل وحاضرنا المهيمن على يوميات افكارنا و عقول مفكرينا في كثير من الفضاءات الثقافية التي خرجت من معتقل التقليد و اجترار الموروث وأغلال الركون الى السائد والنمط المألوف !!!
فان لهذا الكائن ( الحراكما) عدة معالم تشكل الملمح العام لجميع منتسبيه مع تفاوتهم - طبعا- في حدود الاّراء و حدة الطرح ومقدار التوغل في هذه المعالم ، فهم ليسوا في ذلك سواء : 
المٓعْلم الاول : الدعوة الى التفكير للتفكير نفسه .
التفكير كما يعرفه علماء المنطق حركة من المعلوم الى المجهول ، فقد آمن قدماء المنطق بان الحس هو أساس التصورات ومن المحسوسات يدرك الذهن المعقولات ، والمعقولات تشكل اجزاء اول القضايا التي يصدق بها الانسان وهي البديهيات ، والبديهيات تشكل راس مال المعرفة بها يتجر الانسان في عملية التفكير فينتقل منها الى المجهول إما بالمنهج العقلي تركيبيا او تحليليا أو المنهج الاستقرائي .
وبقطع النظر عن دقة ما ذكره قدماء المناطقة في بعض منعطفاته ، فان التفكير ليس هدفا في نفسه عندهم ، وإنما هو عملية لكسب المعرفة ، والمعرفة الصحيحة هي الهدف ، ولهذا يهتمون بالضوابط التي تصحح الفكر وتحول بينه وبين الوقوع في الخطا ، وهذا نظير التاجر في تجارته ، فان التجارة في نفسها ليست هدفا ، وإنما الهدف هو الربح المالي، ولهذا يهتم التجّار بقواعد التجارة وملاحظة حالة السوق والوضع الاقتصادي العام لكي يظفروا بالتجارة المربحة .
(الحراكما) كما يبدوا لي يختلف مع قدماء المنطق في آلية التفكير ، فأتباع هذا الحراك يَرَوْن التفكير في حد نفسه هدفا بقطع النظر عن نتائجه ، ولهذا هم لا يهتمون بدراسة الأنماط الصحيحة للتفكير ، و القواعد التي لابد وان يراعيها المفكر في شكل تفكيره وحركته نحو المجهول او مقدمات تفكيره ومقدار انسجامها في عملية التوليد المعرفي ، إن جل اهتمامهم يتركز في :
١- الدعوة الى التفكير .
٢- ادعاء الفكر .
٣- مدح كل من فكر بقطع النظر عن طبيعة تفكيره والنتاج الذي أفرزه لمجتمعه .
وَقَدْ اصبح اتباع ( الحراكما) - بسبب جعل التفكير نفسه هدفا - يعيشون فوضى ثقافية تسيطر عليهم العشوائية والالتقاطية ، وتستهويهم العبارات الرنانة والاصطلاحات و المقالات الانشائية ، لانها تعكس عملية تفكير ما ، وهذا هو المهم وليس المهم عمق الطرح ودقته ورصانته وموافقته لمصادر المعرفة القطعية .
المٓعْلم الثاني : التشكيك في كل شي .
الشك حافز نحو تحصيل اليقين ، وتحصيل اليقين إنما يتم بعملية التفكير ، حيث يستعرض العقل الأدلة على المجهول ، والادلة تعتمد على القضايا البديهية والقضايا اليقينية المنتهية الى البديهية ، وهذا يعني ان الشك ليس مطلوبا في نفسه ، فهو ليس قيمة ، وإنما القيمة في المعرفة التي يحفز الشك ويحرض على تحصيلها ، فمن كان عالما بالحقيقة ليس مطالبا بالشك فيها ولا يحسن منه ذلك ، كما لا يحسن من غيره أن يشككه فيها ، نعم من يشك في الحقيقة او يجزم بنقيضها يحسّن منه ان يحصل اليقين بالحقيقة ، وحيث لا يمكن ان ينتقل الجازم بحقانية الباطل الى الجزم بالحق الا بازالة جزمه وإحلال جزم آخر محله ، فيحسن حينئذ تشكيكه لان هذا طريقه نحو الإيمان بالحقيقة .
اتباع (الحراكما) خالفوا هذا وذهبوا يطرحون الشك كقيمة في نفسه ، و أضفوا على التشكيك قيمة بتبع ذلك ، ولهذا هم دائما يحاولون اثارة غبار التشكيك في وجه الحقائق ، ويظهرون الاحترام والتقدير لمن يفعل ذاك بعنوان ( تأملات و تساؤلات ) من دون ان يضع أجوبة شافية تخرج الناس من حيرة التأملات او التلبيسات !!
الشك ليس علما وإنما هو عدم العلم ، نعم التشكيك في الباطل يخرج من مرتبة اسوء من مراتب الجهل ، وهي مرتبة الجهل المركب الى الجهل البسيط ، ولكن هذا الإخراج ليس هدفا في نفسه فالهدف هو الظفر بالحقيقة وهي بالعلم ، والشك يرفع المانع من طلب العلم .
المٓعْلم الثالث: إلغاء التخصص .
يفرق العقلاء في جميع العلوم والمعارف والحِرَف بين قسمين من المتحدثين في القضايا و المسائل :
١- المتخصص الذي عنده إحاطة بالمنهج والمسائل و يملك تجربة تطبيقية.
٢- الهاوي الذي يملك ثقافة عامة اخذها من المتخصص ولا يملك إحاطة تامة تمكنه عند العقلاء من ابداء الرأي .
فمع ان لكل واحد من هذين حقا في ان يتكلم حول اي مسالة من مسائل العلم او الفن او الحرفة ، الا ان الاول له ان يتحدث عن رأيه ، وأما الثاني فليس له ذلك وإنما له ان ينقل راي المتخصص ، وإذا أعطى رأيا لا يرى العقلاء لرأيه اعتبار وان كان قد يتفق مطابقته للواقع ، نظير غير الطبيب فانه قد يصف وصفة لمريض ويتفق في الواقع ان هذه الوصفة نافعة ، ولكن العقلاء لا يعولون في مثل هذه الحالة على جملة ( قد يتفق ان تكون الوصفة نافعة) وإنما يعولون على التخصص والخبرة .
اتباع ( الحراكما ) كما يبدوا لي لا يفرقون بين هذين القسمين ، في العلوم الدينية والشرعية ، ويفرقون جيدا في سائر العلوم والفنون والحرف ، فعندهم من حق كل شخص ان يتحدث في كل مسالة من مسائل الدين والشرع ويعطي رأيا فيها ويكون رأيه محترما مقدرا كرأي المتخصص ، فمن حق الشاعر ان يعطي رأيا في سند الأحاديث او قبول مضمونها ، ومن حق معلم الرياضة ان يفسر روايات التحليل في الخمس ، كما من حق النحوي أن يتحدث في عصمة الامام وتولية زياد بن ابيه !!
أن ينقل الهاوي راي المتخصص في هذه المسائل شيء ، وأن يقول راي فيها كذا ، ويكون لرأيه قيمة عقلائية شيء آخر ، ولكن للاسف غاب هذا عن اتباع ( الحراكما) فاعتبروا ما عليه العقلاء حَجْرا على الفكر ، و ممارسة للوصاية على الناس وتكميما للأفواه ، ولا يقولون ذلك في هذا المرتكز العقلائي فيما اذا طبق على غير العلوم الدينية والشرعية كعلم الطب والهندسة !!.
المٓعْلم الرابع : الشخصيات البالونية .
في فن التواصل يذكر علماء النفس والاجتماع أن المرسل لكي يضمن تلقي رسالته بالقبول لابد وان يضع المتلقي في وضع نفسي مستقر بعيد عن المنفرات ، والمنفرات انواع ، بعضها يرجع إلى الرسالة نفسها كالتعقيد ، والهشاشة ، وصراحة الاصطدام مع المألوف ، وبعضها يرجع الى المتلقي نفسه كبغضه للملقي ومرضه أو فقده التركيز ، وبعضها يرجع الى الملقي نفسه كسوء الأسلوب ، وفقد الخبرة التي توجب عدم ثقة المتلقي به .
وقد سعى اتباع ( الحراكما) الى إيجاد هذا الوضع المستقر للمقصودين في حراكهم ، ولكن في حدود زرع الثقة وأهملوا المنفرات الاخرى .
فهم في سعي دائم من أجل إيجاد شخصيات يدعى لها الثقافة والفكر والعمْلقة ، وذلك ضمن دعايات وادعاءات متكررة تفضحها الشواهد وتكذبها بامتياز ، والمطلوب - طبعا - أن تكون هذه الشخصيات التي لا تحتل مساحة في عالم الفكر المنضبط والرصين كما تحتل في ذهن ومقالات اتباع ( الحراكما) مصدر الثقافة واساس البناء الواعي لمجتمعاتنا من خلال خلق روح الثقة بهم وبما يطرحون !! .
اتذكر وقع في يدي مقال لأحد اتباع ( الحراكما) يروج فيه لإحدى الشخصيات المنسية التي يراد منها أن تكون ملهمة الفكر بدلا عن رجال الحوزة الذين يعيشون خارج التاريخ ويروجون الأساطير والفكر الموروث من عصور التخلف ورغم ان الكاتب لا يصلح للشهادة ، ولا ينفع للتروج لعدم مقبوليته و استياء عامة الناس منه ، إذ يوجد فيه منفر يمنع من استقبال رسالته بل قد يعين على رفضها ، الا انه وفي اقل من صفحتي ورد A4 ذكر اكثر من ٣٥ وصفا منها :
١- ليس اسما عابرا . 
٢- ليس صوتا ثقافيا جديدا.
٣- يمتلك رصيدا ثقافيا وفكريا وفلسفيا عميقا .
٤- مبدع حقق منجزا متراكما ومؤثرا وذا ملامح خاصة .
٥- مثقف له مواقف اجتماعية وسياسية وثقافية .
٦- يمارس المواقف الاجتماعية والسياسية والثقافية بشكل يومي دون ملل أو كلل ، ودون التفات لما يقال هنا أوهناك .
٧- منشغل بشغفه الكتابي ونهمه القرائي .
٨ - مكوّن لخط معرفي خاص به .
٩- ومنجز لمشروع ثقافي فكري يستحق الاحترام والتقدير ، وذلك ما يشهد به القاصي والداني .
١٠- بذل كثيرا من جهده ووقته ليساهم في بناء منظومة تساعد في تفكيك الإشكالية العقلية وبناء عقل قادر على التقصي والسؤال والتفكير .
١١-يركز بدرجة كبيرة على تصحيح المفاهيم ، مؤمنا إن تخطي الأزمة المفاهيمية سبيل لحل الأزمة الفكرية .
١٢- من منا لا يعرف موسوعيته وعبقريته .
١٣- عقله القادر على جمع الشتاتات المعرفية وقراءتها والوصول إلى نتائج خاصة .
١٤- كل مقال له يحفر عميقا ويؤسس لآت يرى أنه ممكن .
١٥- كأنه يكسر جبروت المستحيل الذي يبدي تشاؤمه تجاهه أحيانا ، وكأنه لايريد أن يتورط في تفاؤل لاتستوعبه حقبة زمنية قصيرة .
١٦- رصيده العلمي والمعرفي والفكري طويل.
١٧- شهد له جهابذة العراق مذ كان في العشرينات من عمره . 
١٨- اهتم كثير من الأكاديميين والباحثين العرب الجادين به كعلامة ثقافية وكأيقونة فكرية في الخليج العربي وفي أرجاء الوطن العربي .
١٩- منعطف على كتابه وصديق حميما لقلمه ، مهموم بالسؤال وبمطاردة ظبية الفكرة ، حتى إذا أرهقته استأمنها بياض الورق .
٢٠ - أكبر من كل شهادة .
٢١- أجلّ من كل تهمة . 
٢٢- إننا محظوظون كثيرا أن كنا من تلامذته ومريديه .
٢٣- لم يستطع أحد أن يكون صورة منه ، لأن تكوينه صعب ، ٢٤-راسخ التأسيس.
٢٥- متعدد التكوين. 
٢٦- شكّل جدلية واسعة وممتدة ، وحضورا مشعا وأنيقا .
٢٧- ومازال كالمتنبي ينام ملء جفونه عن شواردها .
٢٨ واضح غامض ، سهل ممتنع ، تطاوعه اللغة والفكرة.
٢٩ - يبقى نهرا سافحا فائضا .
٣٠- لا يمكنك أن تفرق بين ما يتحدث به وما يكتبه ، فلو كتبت ما يقوله ستجده صالحا للنشر .
٣١- تعالق باقتدار مع كل الطيوف المعرفية .
٣٢- له رأي ورؤية خاصة مبنية على دراية وخبرة في كل ذلك .
إن الأوسمة الثقافية والفكرية لا توزع جزافا ، ولا يتساهل الواعون في اعطائها ، فهي تحتاج إلى مبررات وشواهد ، كتلك الموجودة في كتابات السيد الطباطبائي وتلميذه الشيخ المطهري والسيد محمد باقر الصدر ( رحمهم الله ) من داخل الحوزة ، او ما كتبه محمد عابد الجابري في (تكوين العقل العربي، وبنية العقل العربي، والعقل السياسي العربي والعقل الأخلاقي العربي)، او محمد اركون في (الفكر العرب و الإسلام: أصالة وممارسة و تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو "نقد العقل الإسلامي" و الفكر الإسلامي: قراءة علمية و الإسلام: الأخلاق والسياسة و الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد و العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب )من خارج الحوزة .
فمع التحفظ على كثير من نتائج الاخيرين ( الجابري، اركون ) ، الا أنهما كان يحملان مشروعا وعندهما منظومة فكرية مترابطة وقدما دراسات جادة وليس مجرد أفكار متبعثرة التقاطية - في جميع جهاتها - ترتبط براي هنا او فكرة هناك ، فمن حقك ان تناقش فيما طرحاه فتوافق او ترفض ، ولكن ليس لك ان تنكر أنهما مفكران ، وبرهان كونهما كذلك تراثهما المنتشر ، وليس مجرد مجموعةٍ من المدائح الرخيصة التي يكتبها شخص هنا او يتلفظ بها شخص هناك.
المٓعْلم الخامس : إسقاط المذهبية.
لا شك في ان الدين الذي انزله الله تعالى وأمر بالتدين به ، هو الدين الاسلامي ، يقول تعالى ( ان الدين عند الله الاسلام ) إلا ان هذا الدين وقع في اصوله و فروعه الخلاف بين المسلمين ، و لست بحاجة الى إقامة الدليل على وقوع هذا الخلاف ، فالواقع المعاصر والمُشاهد خير دليل على ذلك ، فلا يمكن ان ينكر الخلاف الموجود بين المسلمين في صفات الله و عصمة الأنبياء و الإمامة وكيفية الصلاة ...إلخ الا الفاقد للإدراك !!
إن الكلمة الفصل في هذا الخلاف للمنهج الذي حدده رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو في عقيدتنا مدلول حديث الغدير والثقلين والأئمة إثناعشر وغيرها من الأحاديث المتواترة ، وهنا يأتي عنوان المذهب الذي يعني المنهج والنتائج التي بنيت عليه ، فالمذهب ليس شيئا مغايرا للإسلام ، وإننا الاسلام الصحيح الذي دل عليه المنهج الصحيح .
اتباع ( الحراكما) يحاولون التلبيس من خلال جعل المذهبية شيئا مخالفا للإسلام ، فالاسلام عندهم امر حسن يدعو الى التسامح وحب الاخر ، وأما المذهبية فهي شيء بغيض إقصائي ، وهكذا يفعل عادة كل من كفر بعقائد مذهبه الخاصة واراد التحول الى مذهب جديد ، وقد شاهنا ذلك في بدايات بعض المتحولين من مذهب أهل البيت ( عليهم السلام) إلى مذهب أهل السقيفة ، ونشاهد ذلك ايضا في بعض اتباع ( الحراكما ).
السبب في تقديري وراء هذا التلبيس هو محاولة تطمين البسطاء بأنهم اذا تَرَكُوا عقائد مذهبهم ( كالنص في الإمامة ، و الامام المهدي ، و العصمة ) فانهم لن يفقدون شيئا ، لان هذه العقائد إفراز مذهبي بغيض ولا تمت إلى الاسلام بصلة .
وفي الحقيقة بعض هؤلاء لا تربطه بالإسلام علاقة حميمة بقدر ما يهمه ترويج أفكاره التي تتنافى مع الاسلام في كثير من الجوانب ، وليس ضرب المذهبية الا مقدمة لضرب التدين بشكل عام ، ويظهر موقفهم المبطن من الاسلام من خلال فلتات لسانهم حول الأحكام الاسلامية العامة ، وقد قال الأديب العربي ( وإن خالها تخفى على الناس تعلم) .
المَعْلم السادس: إسقاط الحوزة ورجالها .
الحوزة برجالها تشكل ترسا ودرعا حصينا لحفظ العقيدة وترويج الإيمان ودفع الشبهة عنه ، فالعلماء ورثة الأنبياء في العلم والتربية والتزكية والتعليم ، و حصون الدين ، وأدوارهم في ترويج معالمه و تثبيتها ودفع الشبهة عنها لازالت مثمرة - بحمد الله - الى يوم الناس هذا .
ومن الطبيعي أن يشكل كيان الحوزة ، مع ما يقوم به رجالها من دور عظيم حجر عثرة بل عقبة كأداة في وجوه اتباع (الحراكما) ، فان ثقة الناس التاريخية بالحوزة ورجالها تجعل للحوزة الكلمة الفصل في تقييم المشروع الفكري الذي تقدمه (الحراكما ) وهذا ما جعل الكثير من نشطاء (الحراكما) يعملون جاهدين من اجل إسقاط هيبة ومكانة وقداسة الحوزة واضعاف ثقة الناس بها وذلك من خلال :
١- التشكيك في المرجعية ، من خلال اثارة الشبهات حول اساسها القانوني.
٢- إبراز اخطاء رجال الدين وتسليط الاضواء عليها واعطائها صفة التعميم .
٣- اختراع صراع اجتماعي على المناصب بين الحوزة والمثقفين ، واتهام رجال الدين بالسعي من اجل التسلط.
٤- اتهام رجال الدين بممارسة الوصاية و ارهاب الكنيسة الكاثوليكية الذي كان في القرن الخامس عشر والسادس عشر.
إن الهدف من كل ذلك - عند البعض - في تقديري ليس الا إسقاط حصون الفكر الذي يراه دعاة ( الحراكما) متخلفا يعيش خارج التاريخ ويصعب عليهم مكافحته في ظل ارتباط الناس بالحوزة وثقتها الكبيرة بعلمائها .
وفي الختام : 
انبه على أمر وهو انه ليس كل من ظهر فيه مَعْلم من هذه المعالم فهو من دعاة ( الحراكما) بالضرورة ، كما أن دعاة (الحراكما) ليسوا جميعا على نسف واحد ، ففيهم المؤمن المتأثر ببعض الأفكار وفيهم الليبرالي المعتدل وفيهم المتشدد ، وفيهم الملحد الذي يتستر بألف ستار لكي يبقى بعض الناس - بجهل - يصغون إليه ، او بعض المدافعين ببساطة يدافعون عنه .

No comments:

Post a Comment