كثر السؤال في الأيام الأخيرة عن استحباب تلبية دعوة المؤمن في الصوم المستحب و حكم إكمال الصوم ، والذي يظهر من مراجعة الفتاوى و ما سمعته من بعض الموثوقين في مكتب استفتاء سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني (دام ظله ) الأمور التالية :
الأمر الأول : يستحب تلبية دعوة المؤمن والأكل من زاده بشكل عام ، وحال الصوم المستحب بشكل خاص ، وفي ذلك ثواب عظيم ، فقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه واله) انه قال : " من أعجز العجز رجل دعاه أخوه إلى طعام فتركه (من غير علة) " وعن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله صلى الله عليه واله: اوصي الشاهد من امتي والغائب أن يجيب دعوة المسلم ولو على خمسة أميال، فان ذلك من الدين "بحار الأنوار - العلامة المجلسي - (ج 72 / ص 448)
و في الكافي عن أبي عبدالله (عليه السلام ) قال: إفطارك لاخيك المؤمن أفضل من صيامك تطوعا .
و عن أبي جعفر (عليه السلام ) قال: من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فإنه يحتسب له بذلك اليوم عشرة أيام وهو قول الله عزوجل " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " .
و عن جميل بن دراج قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من دخل على أخيه وهو صائم فأفطر عنده ولم يعلمه بصومه فيمن عليه كتب الله له صوم سنة.
و عن صالح ابن عقبة قال: دخلت على جميل بن دراج وبين يديه خوان عليه غسانية يأكل منها فقال: ادن فكل ; فقلت: إني صائم فتركني حتى إذا إكلها فلم يبق منها إلا اليسير عزم علي ألا أفطرت، فقلت له: الا كان هذا قبل الساعة ، فقال: أردت بذلك أدبك ثم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام ) يقول أيما رجل مؤمن دخل على أخيه وهو صائم فسأله الاكل فلم يخبره بصيامه ليمن عليه بإفطار كتب الله جل ثناؤه له بذلك اليوم صيام سنة.
و عن علي بن حديد قال: قلت لابي الحسن الماضي(عليه السلام ): أدخل على القوم وهم يأكلون وقد صليت العصر وأنا صائم فيقولون: أفطر؟ فقال: أفطر فإنه أفضل.
و عن الحسن بن إبراهيم بن سفيان، عن داود الرقي قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام ) يقول: لافطارك في منزل أخيك المسلم أفضل من صيامك سبعين ضعفا أو تسعين ضعفا.
الأمر الثاني : هو أن المقصود بالدعوة ليس ما هو متعارف من تقديم الشاي أو إعطاء الحلوى ونحو ذلك بغرض كسر الصوم ، وتحصيل ثواب إفطار الصائم ، وإنما المراد الدعوة الجادة بغرض الإطعام وان كان الطعام قليلا ، ولا يشترط علم الداعي بالصوم .
فقد جاء في بعض أجوبة مكتب سماحة السيد (حفظه الله) : (يستحب الاجابة اذا كانت دعوة جادة لا ما اعتاده الناس من تقديم حلوي أو شاي للافطار).
الأمر الثاني : يختص استحباب التلبية من قبل الصائم الذي هو أفضل من إكمال الصوم عند سماحة السيد ( حفظه الله ) بما اذا كان في تلبية الدعوة إدخال للسرور على المؤمن ، وهذا ظاهر من عدة استفتاءات منها: (السؤال: إذا كنت صائماً صوماً مستحباً ودُعيت للاكل ، فما هوالأفضل إكمال الصوم ورفض الدعوة أم اجابتها والافطار ؟ الجواب: إذا كان يدخل السرور علي صاحب الدعوة المؤمن بالأكل من طعامه فالأفضل الاجابة).
الأمر الثالث : للدعوة واستجابتها موضوعية في افضلية الافطار ، وليس المدار مدار ادخال السرور ، فلا يشمل الحكم الأكل مع العيال أو الأقارب و غيرهم من المؤمنين فيما لو كان هو الداعي لهم أو كل واحد يأكل على حسابه أو على حساب الآخر مع احراز الرضا وان كان في ذلك سرورهم .
فقد جاء في بعض الاستفتاءات ( يستحب للصائم تطوعاً قطع الصوم إذا دعاه اخوه المؤمن الى الطعام ).
الأمر الرابع : يختص الحكم بأفضلية الافطار على الاستمرار في الصوم بما إذا كان الداعي مؤمنا مواليا ، ففي استفتاء عن شمول الحكم لغير المؤمن قال مكتب سماحة السيد ( حفظه الله) :
(يستحب للصائم تطوعاً قطع الصوم إذا دعاه اخوه المؤمن الى الطعام).
الأمر الخامس : يشمل الحكم دعوة الزوجة للزوج ولو تكررت يوميا ما دام ذلك يدخل السرور على قلبها ، ولكن هذا فيما اذا كانت تدعوه إلى طعام من مالها لا ما يبذله الزوج من ماله ويضعه في الدار ، ويكفي ان يبذل لها نفقتها ، وبعد تملكها لما بذل تقوم بدعوته الى الطعام دعوة جادة كما تقدم .
ففي بعض الاستفتاءات : (يستحب للصائم تطوعاً قطع الصوم إذا دعاه اخوه المؤمن الى الطعام بل قيل بكراهته حينئذٍ ولا يختلف في الداعي بين كونه زوجته او غيرها).
الأمر السادس : لا يتحول الصوم إلى مكرره بعد دعوة المؤمن فهو على استحبابه ومقدار مافيه من الثواب والأجر ، نعم الافطار بعد الدعوة أفضل منه ، ففي بعض الاستفتاءات : (لا يكره البقاء علي الصوم ولكن يستحب الاجابة اذا كانت دعوة جادة لا ما اعتاده الناس من تقديم حلوي او شاي للافطار).
الأمر السابع : المتعارف بين الناس أن من أجاب دعوة أخيه المؤمن كُتب له صوم ذلك اليوم وثواب تلبية دعوة المؤمن ، ولم اقف على ذلك في الروايات و الفتاوى ، وإنما الموجود هو :
١- افضلية الافطار .
٢- صيام سنة .
٣- صيام عشرة ايام .
٤- سبعون او تسعون ضعفا .
ولعل المراد من المتعارف تحصيل ثواب صوم اليوم وزيادة.
حيدر السندي
No comments:
Post a Comment